لاقت كلمة الرئيس السيسي في قاعة مؤتمرات الأزهر بمناسبة ليلة القدر استحسان الكثير من العلمانيين في الشرق الأوسط، إذ أنها من وجهة نظر الكثريين منهم أكدت على مبادئ أساسية حضارية وتقدمية.
وقال خلدون الغانمي مؤسس "تلفزيون العقل الحر" تعليقاً على كلمة السيسي : " نأمل من الحكومات في عموم الشرق الأوسط وعلى رئسها البلد الأكبر هناك : مصر ، أن يكونوا أكثر انفتاحاً لقبول الاختلاف. الملحدون واللادينيون أناس في غاية الحب لوطنهم وهم يأملون جداً أن يتم منحهم الفرصة الكاملة لإثبات ذلك. خطاب الرئيس المصري الأخير هو إشارة إيجابية نتفاءل بها ونتمنى أن تكون هناك خطوات تنفيذية لتعزيز التفهم بصفة عامة داخل المجتمع.
وغرد الكاتب العلماني المصري خالد منتصر قائلاً :
"سأصدق أن هناك ثورة يوم يتم توزيع جوائز على الأطفال مبرمجي الكمبيوتر مثلما وزع السيسي جوائز على الأطفال حفظة القرآن.
وأضاف:
"سأصدق أن هناك ثورة يوم تمثل مسرحية الحسين لعبد الرحمن الشرقاوي على خشبة المسرح القومي دون شرط موافقة الأزهر"
وقال أيضاً:
"سأصدق أن هناك ثورة يوم موافقة قسم النسا والولادة بقصر العيني على تعيين الطالب جرجس نائباً بالقسم ثم قبول رئاسته القسم عندما يستحق بالكفاءة"
وقال:
"سأصدق أن هناك ثورة يوم يتساءل الرئيس في خطابه عن سبب إنشاء الأزهر كليات
طب وهندسة لا يدخلها إلا المسلمون وهل هذا دستوري؟!"
وقال :
" سأصدق أن هناك ثورة يوم أن تصبح كلية العلوم هي كلية القمة ويوم أن يخرج الطلبة من امتحان الفيزياء وهم سعداء لأنهم يعشقون هذا العلم".
كان الرئيس المصري قد وزع عدة جوائز على حفظة القرآن في احتفال نظمته وزراة الأوقاف بمناسبة ذكرى ليلة القدر ثم ألقى كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.
وزير الأوقاف.
العلماء الأجلاء.
ضيوف مصر الأعزاء، الحضور الكرام..
شعب مصر الأبي الكريم ..
يوشك شهر رمضان المعظم أن يودعنا بما حواه من خير وبركة .. وبما أشاعه في نفوسنا من روحانيات افتقدناها.. ورحمات كنا في أمس الحاجة إليها.. ونحتفل اليوم معًا بليلة القدر.. الليلة التي قدر الله سبحانه وتعالى أنها خير من ألف شهر.. اصطفاها المولى الكريم.. فأنزل فيها القرآن المجيد هدى للناس ورحمة للعالمين.. فأسعد به نفوسًا حزينة.. وهدى به عقولًا ضالة .. وأقر به عيونا حائرة .. وختم به رسالات السماء إلى الأرض.. وأتم به نعمته على جميع خلقه .. نتوجه إليه سبحانه وتعالى بالدعاء أن يكتب لوطننا ولأمتنا العربية والإسلامية كل الخير والرخاء فى هذه الليلة المباركة .. وأن ينعم علينا جميعا بالأمن والرخاء.
ويسعدني.. ونحن نحتفل معًا بهذه الليلة المباركة أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم .. ولكل الشعوب العربية والإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها .. وأدعوهم جميعًا إلى التكاتف والاصطفاف .. ونبذ الفرقة والتعصب لتذليل الخلافات والصعاب.. وأن يكونوا دومًا ممتثلين لأمر الله عز وجل رحماء بينهم.
كما يسرني أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء في الاحتفال بهذه المناسبة الغالية.. وأقول لهم إن مصر وطنكم الثاني.. ستظل قلوب أبنائها قبل أبوابها مفتوحة لكم .. وأياديهم ممدودة إليكم .. تدعوكم إلى التسامح والتراحم .. إلى العمل والتعاون من أجل نصرة هذا الدين .. وإحالة تعاليمه السمحة التي استقيناها من الذكر الحكيم.. وهدى نبينا الكريم ـ ص- إلى دستور حياة ومنهج عمل .. نبتغى من ورائه مرضاة الله .. ونصرة ديننا الحنيف ورفعة أمتنا العربية والإسلامية.
وأوجه تحية تقدير إلى علماء ورجالات الأزهر الشريف.. من ينتمون إلى منارة العلم.. بوسطيتها واعتدالها.. وإشعاعها الحضاري.. الثقافي والديني.. المنتشر في ربوع العالم بأسره.. إنني أستنهض هممكم.. أقول لكم.. حان الوقت لمضاعفة الجهد للذود عن الإسلام.. وتصويب صورته التي باتت مرتبطة في أذهان الكثيرين بالعنف والإرهاب.. إن مسؤولية تصويب الخطاب الدينى تقع على عاتقكم فى المقام الأول .. فأعيدوه إلى طريق الصواب .. أظهروا صورة الإسلام الحقيقية "فالدين المعاملة".. انشروا قيم السلام والمحبة ودفع السيئة بالحسنة وقبول الآخر.. أعلموا الجميع أن الله خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف.. فنتعاون لصالح الخير وعمارة الأرض التي استخلفنا الله فيها.
عندما تحدثت منذ ما يناهز العام عن ثورة دينية لم يكن هدفي من ورائها اتخاذ أي إجراءات عنيفة، وإنما كنت أعني ثورة فكرية تتناسب مع العصر، وتتماشى مع مراد الله من خلق البشر الذين كفل لهم سبحانه وتعالى حرية الإيمان والعبادة.. ومن ثم فإنه لا يمكن لأي طرف أن يدعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وأن ينصب من نفسه حكماً على مدى صحة أو خطأ مناهج الآخرين.. إن الله سبحانه وتعالى كان قادراً على خلق الناس على قلب رجل واحد ولكن اقتضت حكمته التعدد والتنوع، ومن ثم فإن من يتصدى لتفنيد الأفكار المغلوطة التي يحاول البعض الترويج لها.. لا يدافع فقط عن الدين وإنما أيضاً عن فلسفة خلق الله للبشر على هذا النحو.. كتير من الناس بيقولوا إن في كتير من الشباب ألحدوا .. يعني مخرجوش من الإسلام دا مسلمين ومسيحيين، ويمكن حاجة كمان قالوا : مفيش بقى .. طب ليه ؟ مقدروش يتحملوا حجم الفتنة وحجم الظلم وحجم الإساءة وحجم الظلام الي موجود على الأرض وقالوا: مش معقول . مستحملوش . أنا مش قلقان من الحكاية دي بالمناسبة مش لأني مش غيور على ديني ولكن لأن هذا الأمر سينتهي إن شاء الله يجب أن يكون هناك دور فعال للأزهر الشريف والكنيسة المصرية لتوعية الشباب بحقيقة الأمور ونشر قيم التسامح والمحبة بين الناس.. إن راية الحق لا يمكن رفعها بالقتل والتدمير وإنما بالدفاع عن الوطن والدين وحماية أرواح وأعراض وأموال المواطنين والذود عنها، وهو ما يقوم به رجال القوات المسلحة والشرطة في سيناء الذين جادوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن واستشهدوا في سبيل الحق.. إن حجم المواجهة والتصدي للأفكار العنيفة والمغلوطة لم يكن كافياً وتتعين مضاعفته بما يتناسب مع حجم التحديات والمخاطر التي نواجهها.. ويجب أن يكون هدفنا الأساسي هو الحفاظ على كيان الدولة المصرية ومؤسساتها ومنع سقوطها في دوامة العنف والإرهاب والتطرف فالدول التي سقطت فيها لم ولن تعود قبل مرور سنوات طويلة .. فلنتوجه جميعاً بالدعاء لمصر بنصرة الحق وأن يحفظ الله عز وجل عليها أمنها واستقرارها.
لقد تعرض وطننا الحبيب لهجمات إرهابية آثمة لم تراع حرمة الشهر الفضيل .. بل جاءت كدليل قاطع على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له .. فأما أبناء مصر الأبرار الذين جادوا بأرواحهم من أجل أن يحيا الوطن فهم أحياء عند ربهم يرزقون .. وأما من روعوا الآمنين واستحلوا حرمة شهر رمضان الكريم فسيلقون أشد العقاب.. وستستمر القوات المسلحة وجهاز الشرطة برجالهما البواسل الأوفياء في القيام بواجبهم من أجل إقرار الأمن والنظام .. وتوفير حياة آمنة مستقرة لأبناء هذا الوطن تساهم في تنفيذ عملية التنمية الشاملة المنشودة .. وتؤكد الحوادث الإرهابية الغاشمة التى ترتكب فى مختلف دول العالم .. على الحاجة لتكاتف الجهود الدولية وتكثيف التعاون .. من أجل دحر الإرهاب والقضاء عليه.
كما تمر علينا هذه الليلة المباركة وعالمنا العربى بات مهددا .. ويواجه أخطارا تستهدف وجوده وسلامته الإقليمية ووحدة شعوبه .. وإذا لم نتكاتف اليوم لدرء هذا الخطر.. فمتى سيكون ذلك .. فلنطرح خلافاتنا جانبا .. من يفكر اليوم فى مصلحة فئوية ضيقة .. لجماعة أو عرق أو مذهب أو طائفة.. إنما يساهم إسهاما مباشرا فى إضاعة الأوطان والنيل من مقدراتها.. ولن يغفر له الله كما سيسجل التاريخ أنه كان سببا مباشرا فى تفريق أمة .. أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تعتصم بحبله ولا تتفرق .. وأن تكون خير أمة أخرجت للناس.
شعب مصر العظيم ..
إن المرحلة المقبلة ستشهد بإذن الله البدء في حصاد أولى ثمار الجهد والعمل الدؤوب المتواصل، حيث سيتم في السادس من أغسطس المقبل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة .. التى ستقدم للعالم شريانا إضافيا للرخاء .. وتساهم فى تعزيز حركة التجارة الدولية .. بما يوثق أواصر التواصل بين الحضارات والشعوب .. وتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب.
أقول لكم.. أعينونى بقوة.. لنواصل بناء مستقبل هذا الوطن .. ولنتخذ من هذا الشهر الكريم.. الذى تُفتح فيه أبواب الرحمة نقطة بداية.. نعاهد الله فيها على العمل الجاد والتفاني من أجل الوطن.. وأريدكم أن تتفاءلوا دومًا بالخير لتجدوه.. حيث ستشهد المرحلة المقبلة الإعلان عن المزيد من تدشين الكثير من المشروعات القومية الكبرى.. التي ستساهم في بناء وطننا وتأمين مستقبل أبنائنا.. ليجدوا عيشًا كريمًا وحياة طيبة .. أدعوكم فى هذه الليلة المباركة أن نجعل من العمل الصالح هدفا أسمى نسعى جميعا لتحقيقه .. راجين رحمة الله وخير الثواب في الدنيا والآخرة.
شكراً لكم
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
No comments:
Post a Comment